الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،
اما بعد فلقد تم بحمد الله تأسيس هذا الوقف في اليوم الثاني من شهر ذي القعدة من عام الف واربعمائة وست وثلاثين من الهجرة، وأسميته باسم والدتي (لؤلؤة الشمالي) رحمها الله وجعلها في الفردوس الأعلى وأشركتها فيه، وأشركت في أجر هذا الوقف كل من ساهم فيه بفكرة أو مشورة أو عمل أو دعوة.
وهو وقف منجز دائم إلى يوم القيامة، ورؤيتي لهذه المؤسسة أن تكون صرحاً وقفياً مبدعاً في تقديم النفع لكافة فئات المجتمع.
وتسعى المؤسسة لذلك بتعزيز روح التضامن في أعمال البر بأفكارٍ متجددة ومشاريعٍ نوعية وشراكاتٍ فاعلةٍ.
فهذا الوقف هو تجارة مع الله الذي جعل جزاءَ الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويزيد، ويسَّر لنا سُبل الخير الكثيرة حيث قال سبحانه ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾، إن أمر المسلم كله له خير، فما مِن نِعمة نتنعم فيها عرفْناها أو جهلناها إلا منه سبحانه، يقول – جلَّ وعلا -: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
فقد وهبَنا الله ما نتاجر به معه، في قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾، ثم وفقنا إلى التجارة معه، وتفضَّل علينا بها، ثم هو يُعطينا أجر تلك التجارة كأحسن ما يكون الأجر والجزاء، فهو خيرُ أجر في خير تِجارة، ثم هو يَزيدنا مِن فضله فوق أجورنا.
ان هذه التجارة مع الله تحتاج منا ان نقدمها باتقان ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
ولهذا ستقوم المؤسسة بتنمية أوقافها وتسعى حثيثاً لتطويرها لضمان استدامتها، كما تحرص أن يكون مصرف وقفها على وجوه البر والإحسان وفق آلياتٍ ومعاييرَ محدده.
متبنين في ذلك الأفكار الجديدة لتلبية احتياجات الفرد والمجتمع في كافة المجالات، كما نسعى لإستقطاب الكفاءات المتميزة والمطوِرة لإدارته وتنفيذه، والتحفيز على العمل الخيري بالمشاركة وبناء الثقة بثمرة الجهود المبذولة فيه ومتعة التجارة مع الله.

ختاماً: أسأل الله تعالى ان يتقبل ذلك وأن يجعله حجابا لنا عن النار وسببا للفوز برضى الرحمن، وأن يجعل بركته وثوابه لعموم المسلمين، وأن يوفق كل من عمل عليه للاعتناء به، بتحري كل ما كان أنفع للوقف وأعظم مصلحة للمسلمين، والله المرجو أن يحفظهم في أنفسهم وأموالهم ويبارك لهم فيه بإخلاصهم واحتسابهم فيما أوقفته لما في ذلك سعادة لهم في دينهم ودنياهم وسعادة لغيرهم من المسلمين بما يصل إليهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.